بين إعلامنا …. وإعلامهم

97390الذي يسيطر على وسائل الاعلام يسيطر على العقول٫٫٫

الاعلام يفك شفرة المعلومة ويعطي الكلام لمن لا يستطيع التعبير٫٫

في بريطانيا ، حادثة قتل شنيعة قتلت على أثرها مبتعثة كانت مضرب المثل في عفافها وحجابها بين بنات جنسها ، رحلت ناهد إلى ربها ونحسبها شهيدة علم تركت بين أخواتها الأثر الكبير في التضحية.

لكن موقف إعلامنا التقليدي كان مخيبا للآمال و خاذلا للقضية ، فحادثة كهذه لو حدثت مثلها في بلادنا مع استبدال جنسية الضحية إلى جنسية غربية ، سيؤدي بالإعلام الغربي إلى حشد الرأي العام ، لا لتجريم المجرم وحده ، بل لاتهام كامل المنظومة الدينية في بلادنا بـ “التطرف” ، ولن تتعجب إن تم فتح ملفات قديمة لحوادث مماثلة لزيادة الكراهية ضد كل ما هو إسلامي، لكن إعلامنا تجاهل هذا الجانب من قضية ناهد ، وزاد الطين بلة اتهام مبادئ وثوابت تربى عليها أبناء الوطن “كالحجاب” وجعله سببا لحصول مثل هذه الحوادث .

أما الإعلاميون – الذين كان من المفترض أن يقفو في صف وطنهم ضد التطرف الخارجي – فقد تفرغوا كالعادة للغلو في تلميع برنامج الابتعاث ردا على “بعض” الأصوات التي تنادي بإيقافه ، بينما لم نقرأ لكثير من هؤلاء من ينتقد “سياسات” الابتعاث وسوء التخطيط له مما أفقد الوطن الاستفادة القصوى منه. وتناسى أغلبهم مقتل ناهد معللا انها “حادثة قد تتكرر في أي مكان “!

الورقة التي ألقتها بريطانيا باتهامها لداعية سعودي بـ”تجنيد” شبابها لـ”الجهاد” ومنعه من دخول أراضيها، جاءت لإلهاء الإعلام العربي – والسعودي على وجه الخصوص – عن حادثة قتل ناهد، وفتح ملفات مقتل مسلمين بأيدي متطرفين هناك، وأظن أنها ألقت بهذه الورقة في محيط لم يكن يحتاج إليها ، فإعلامنا لم يكن ليجرأ على اتهام الغرب بالتطرف في أي حادثه ، بل إن المبررات ستكون جاهزة للقاتل أيا كان ، الأهم أن تبقى صورة الغرب لامعة بلا خدوش، بينما إلقاء تهم التطرف على مجتمع بأكمله يكون جاهزا حين يكون المجرم “مسلما”، بل وصل الحال ببعض القنوات إلى المسارعة باتهام أحد أبناء وطنها بارتكاب تفجير ما في أحد المدن الغربية، تمهيدا لقصف إعلامي ضد بعض الدعاة والتوجهات، لتخرج سلطات ذلك البلد مباشرة لتكذب الخبر، ما أصاب مخططهم في مقتل .

والسؤال المهم : هل يخدم إعلامنا قضايا الوطن والقيم التي يؤمن بها المجتمع ؟ أم انه يخدم أجندة غربية تتعارض مع تدين المجتمع والتزامه ؟

كل الشواهد تدل على أن إعلامنا يحاول جاهدا أن يدخلنا جحر الضب خلف حلفائه ، إطلاق الاتهامات على كل ما هو “إسلامي” ، ومحاولة تبديل الحياة الإجتماعية من خلال التشويه الممنهج لثوابت و قيم المجتمع عبر التشكيك في مشروعيته تارة ، وإظهار التحرر الديني والاجتماعي كمخلص لنا من بعض مشاكلنا تارة أخرى، ولنا في مسلسلات رمضان شاهد واضح ، وفي مقالات بعض “المثقفين” شواهد أخرى .

فمتى نجد إعلامنا يناقش قضايانا بتجرد وموضوعية دون “تصفية حسابات” ؟!

Leave a Reply

%d bloggers like this: